محافظة قنا تقع في جنوب مصر، ضِمن إقليم جنوب الصعيد. تحدها من الشمال محافظة سوهاج، ومن الجنوب محافظة أسوان، وتحدها من الغرب محافظة الوادي الجديد، ومن الشرق محافظة البحر الأحمر
.
وتقع مدينة قنا عاصمة المحافظة في الجزء الشمالي من محافظة قنا، على بعد 600كم تقريبًا جنوب القاهرة .
فتتوفر في محافظة قنا المقومات التي أدت إلي جعلها محافظة سياحية من الدرجة الأولي نظرا لاحتوائها على الآثار الدينية و التاريخية .
ونركز اهتمامنا حاليا على تطوير المزارات السياحية الدينية حيث انفردت قنا على مستوى المحافظات بتنفيذ مشروع التكييف المركزي لمسجد ومزار العارف بالله عبد الرحيم القنائى قبل الاحتفال بالليلة الختامية التي توافق ليلة النصف من شعبان ليصبح بذلك من أوائل المساجد المصرية الأثرية التي يتم تكييفها مركزيا على نفقة المحافظة تحت رعاية اللواء / مجدي أيوب محافظ قنا ،عملا على راحة رواد المسجد والضريح لاسيما خلال أشهر الصيف ، بلغت تكلفة المشروع مليون جنيه وقد روعي أثناء التنفيذ الحفاظ على الطراز المعماري الفريد والشكل الاثرى الذي يتميز به المسجد كواحد من أهم المزارات الدينية الأثرية الذي يعود تاريخه لعام 1136م
.
فمسجد سيدي عبدا لرحيم القنائى يتمتع بمكانة دينية وسياحية تجعله من أهم المزارات الدينية كما يعد من أكثر المساجد اتقانا في الجانب الهندسي والمعماري على مستوى الجمهورية .
وتم وضع مزار ومسجد سيدي عبد الرحيم القنائى على خريطة قنا السياحية منذ العام الماضي بعد أن انتهت أعمال التطوير والترميم داخل المسجد والميدان الرئيسي مما أضاف لمسة جمالية لهذا المزار الفريد وأعطى اتساعا لساحة المسجد، ويجرى الإعداد لتوسيع الرقعة الخضراء أمام صرح المسجد ودراسة شبكة الطرق وساحات الانتظار وقد تم الانتهاء من أعمال التطوير والتحديث التي تجرى على الواجهة الأمامية للمسجد والتي تتوافق مع الطراز المعماري الذي أقيم عليه المسجد في الأصل حيث تم زخرفة ستين عمودا بواجهة المسجد الأمامية وتم فرشه بالكامل بتكلفة 70 ألف جنيه كما تم تركيب سماعات جديدة بناء على طلب المواطنين لسماع صوت الآذان وإقامة الصلاة بوضوح ، بالإضافة إلى تركيب عدد من التكييفات بساحة المسجد لخدمة زوار المسجد والمصلين وتم تعيين ستين عامل للقيام بأعمال النظافة والأمن داخل حرم المسجد وتكثيف التواجد الامنى والمروري على مدار الأربع وعشرين ساعة بميدان سيدي عبد الرحيم باعتباره احد الميادين الهامة بقنا ولأهميته الأثرية ، ومنع كافة الباعة الجائلين حول حرم المسجد حرصا على قدسية المكان كما خصصت المحافظة كراسي متحركة لنقل ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن إلى المسجد لتخفيف معاناة هذه الشريحة من المواطنين من خلال عمال يقومون بعملية النقل .
يذكر أن مساحة التوسعات في ساحة المسجد بلغت 800 م2 بتكلفة مليون و250 ألف جنيه
هذا و يعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 1136 م وتم إعادة بنائه على يد الملك فاروق عام 1948 م الذي أمر بإزالة المبنى القديم الذي بناه الأمير همام الهوارى أمير الصعيد وبنائه على احدث طراز ووضع بيده حجر الأثاث كما هو مبين باللوحة الرخامية في مدخل المسجد وتم عمل المقصورة الزجاجية الموجودة الآن بالضريح ثم تم توسيع الميدان ليستوعب وزار المقام في المولد الخاص به الذي يقصده أكثر من مليون زائر سنويا خلال احتفالات المحافظة بمولده في النصف الأول من شهر شعبان .
والعارف بالله عبدا لرحيم القنائى هو السيد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه ابن الإمام علي رضي الله عنه ولد في الأول من شعبان من عام 521هـ - 1127م في بلدة " تراغى " في مقاطعة " سبتة " بالمغرب العربي نشأ نشأة دينية وحفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره ودرس الحديث والتفسير والبلاغة والفقه وتفقه على مذهب الإمام مالك هاجر إلى دمشق ومكة والمدينة والتقى في المدينة بالشيخ مجد الدين القشري من قوص وصحبه من مكة إلى قوص ثم إلى قنا حيث استقر به المقام فيها وتزوج وكون له أسرة وكان يعمل بالتجارة ليجمع بين العبادة والعمل حيث أخذ يدعو الناس ويعرفهم بتعاليم الدين الإسلامي ويعمل نهاراً ويجتمع بمريديه ليلاً ومن أهم كتبه : تفسير القرآن الكريم – رسالة في الزواج – أحزاب وأوراد – كتاب الأصفياء .
ومن أقواله المأثورة عنه : عندما كان يسمع المؤذن يقول { شهدنا بما شاهدنا فسئل عن أي شيء شاهدت فيرد قائلاًً شاهدت مقامك الوحدانية } ، أختاره الله إلى جواره يوم الجمعة التاسع من شهر صفر لعام 592 هـ - 1195م ويحتفل بمولده سنوياً لمدة خمسة عشر يومأً من أول شهر شعبان حتى الخامس عشر منه .
مما يناسب احتفالات المحافظة بالعيد القومي حيث تحتفل قنا بعيدها الوطني في مارس من كل عام عندما هزمت الجنود الفرنسية في عام 1799 في نجع البارود و هاجموا 12 سفينة عسكرية بشجاعة للدفاع عن مدينتهم و اغرقوا أكثر من 500 ضابط في النيل و هذه كانت الهزيمة الكبرى للجيش الفرنسي .