هل يقبل المجتمع القنائى المطلقات؟ وكيف ينظر إليهن؟

أى نظرة تلك التى ينظرها المجتمع للمرأة المطلقة.. فهل يراها كامرأة سيئة أومخطئة؟ وهل يلقى عليها باللوم ويتهمها بأنها لولم تفعل شيئًا لما هجرها زوجها؟ ومن ثم يحكم عليها بالتقوقع داخل بيتها ويمتنع عليها الخروج والدخول فهى مطلقة وكل ما تفعل شيئًا تجد المجتمع يقف فى وجهها فقط لأنها مطلقة وينسون أن الطلاق لا يكون دائما غلطة المرأة بل أحيانا الرجل فربما يكن هوالسيىء وليست المرأة لكن هذا هوالمجتمع قاض وله احكام ثابتة أنت مطلقة فإذاً أنت سيئة.

المطلقة لقــب.. هذا اللقب الذى تخشاه أى فتاة وتخشى أن تحمله.. والذى من أجله قد تتحمل الكثير.. قد تتحمل ظلم أهل زوجها وظلم الظروف لها وظلم المحيطين بها..وقد تتحمل سوء العشرة ومشكلات الزوجية.. كل ذلك حتى لاتحمل هذا اللقب المخيف.. فإذا حدثت الكارثة ووقع الطلاق تتغير نظرة الناس إلى هذه المرأة وتكون منبوذة حتى من أهلها وتعامل معاملة سيئة .

ونتساءل: ماهى نظرة الرجل الذى يفكر فى الارتباط بمطلقة.. فهناك بعض الشباب لايفكرون فى الارتباط بمطلقات.. لانهم سيجدون معارضة قوية من ذويهم والبعض الآخر يحمل عنهن معتقدات خاطئة دون معرفة الأسباب التى أدت بهن إلى هذه الحـــال... فلونظرنا من ناحية فسنرى أن الطرفين معرضان للاتهام فكل طرف يروى ويتكلم عن الطرف الآخـــر... ونحن بدورنا نسمع ولاندرى أين هوالمتهم الحقيقى.. لذلك لانعرف من هوالمخطىء فى هذه الظاهرة.

" إن أبغض الحلال عند الله الطلاق " لقد شرع الله الطلاق وجعله غير مستحب حتى لا يلجأ الناس إليه بسهولة وقد تلاحظ أن الطلاق انتشر فى الفترة الأخيرة بصورة ملحوظة كما أن لمجتمعنا نظرة خاطئة للمرأة حيث تصبح هى الملامة على الطلاق دائماً وتصبح عرضة للشائعات وتصبح موضوع الحديث لكل من حولها وتسلب منها حريتها فى التصرف حيث لا يصبح من حقها اختيار بعض ملابسها ويحذر عليها القيام بالزيارات العائلية.

بداية تقول إحدى المطلقات يمكن أن تتهم بارتكاب الأخطاء والوقوع فى الجريمة لأنهم يجعلوننا نشعر أن ليس لنا الحق فى العيش مرة أخرى فإذا كنت أملك دخلاً شهريًا وثابتًا والظروف المادية ميسرة قد لا توجد الحاجة إلى الزواج مرة أخرى ونكتفى بتربية الأبناء. أما فى حالة عدم وجود دخل وهناك احتياج للمال ولا توجد مساعدة من أى نوع فلا مانع من الزواج لإيجاد عائل يصرف عليها ومن الناحية الاجتماعية يصبح لها رجل يحميها من نظرات المجتمع القاسية ومن المؤكد أن الطلاق كان له تأثير سلبى على حياتى من حيث نظرات المجتمع ومن حيث الحالة المادية، أما بالنسبة لحالتى النفسية لقد أصبحت محطمة ويائسة ومرتبكة لمدة طويلة حتى تمكنت فى أن أستعيد توازنى، وعن الأسباب المؤدية للطلاق تذكر أن هناك بعض الرجال لا يكتفون بامرأة واحدة فيزيدون امرأة وأكثر بحجة الشرع يعطى الحق للرجل فى الزواج من أربع وبعض النساء لا تقبل ذلك.

وهناك بعض النساء يغارون غيرة قاتلة على أزواجهن فيؤدى ذلك إلى فشل الحياة الزوجية، أيضاً فقدان التفاهم بين الطرفين بعد مدة من الزواج فتصبح الحياة مستحيلة وهناك الكثير والكثير من الأسباب الأخرى التى تؤدى إلى فشل الحياة الزوجية.

ويؤكد الدكتور (جبارة عطية) أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادى.. أن وجهة نظر المجتمع وجهة نظر سلبية لعدم معرفة أسباب الطلاق وان المرأة المطلقة حقها مهضوم فى داخل هذا المجتمع وعموماً يكون الطلاق حلاً لمشكلات ويكون ضرورة فى بعض الأحيان وعندما شرعه الله وجعله ابغض الحلال للضرورة ولاستحالة العشرة ما بين الزوجين والمرأة المطلقة اليوم تمثل مشكلة وحياتها مشكلة وخاصة لوكان لديها أولاد فإذا تزوجت أصبح هذا الزوج زوج أم لأبنائها وأصبحت بين شقى رحى وإذا تزوجت ولم يكن لديها أولاد وإذا حدث خلاف بينها وبين زوجها يذكرها بأنها مطلقة.

إن المرأة المطلقة تحل مشكلتها بمعرفة أسباب الطلاق ثم ألا نزوج الفتاة إلا بعد أن تتعلم كيف تكون زوجة وأماً. ولابد أن تفرق الفتاة قبل الزواج أن الأزواج أنواع والرجال أنواع وأن ما يرضى هذا لا يرضى ذاك ولابد من توعيتها أن لهذا الزوج صفات لكى تتلاشى عوامل الوقوع فى الطلاق وبذلك سوف نستطيع ان نحد من الطلاق. وهناك أسباب جامعة للطلاق كالخيانة وفى ذلك الحالة يكون الطلاق حتميًا. ولابد أيضاَ من تتبع رأى الدين فى هذا بالإصلاح بينهما قبل الوقوع فى الطلاق وإذا لم يتم الإصلاح ونجم عنهما الطلاق كانت هناك المشكلة وليست المشكلة فى الطلاق ذاته.

فالطلاق يؤثر على حياة الأبناء بطريقة سلبية حيث إنه من الصعب عليهم رؤية أسرتهم تنهار وتتفكك ويروا أبويهم ينفصلون عن بعضهما ويتشتتون مابين أبيهم وأمهم كل ذلك يولد لديهم ضغوطات نفسية كبيرة. ومن الممكن أن تتطور لدى الأبناء المشكلات النفسية وتصبح لديهم مشكلة فى عدم التكيف الاجتماعى

فإذا عاش الأبناء مع أبيهم فيصبح هناك حرمان من حنان الأم وإذا عاشوا مع الأم أصبح لديهم احتياج لأبيهم.ومن هنا يفقدون الثقة بوالديهم مما يجعلهم يفكرون فى البحث عن عالم آخر ووسط جديد للعيش فيه قد يعوضهم عن حب وحنان والديهم مما يعرضهم فى بعض الأحيان إلى الوقوع فى الخطأ.

ويقول الشيخ عمر يوسف أحمد بمسجد سيدى عبدالرحيم القنائى رأي الاسلام فى الطلاق.. لقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج وذلك لعمارة الكون لأنه من خلاله تكون الأسرة السليمة المبنية على قواعد شرعية خلافاً للنسل الذى يأتى من طريق غير شرعى فهذا النسل مجهول النسب والهوية وبذلك تكون الإنسانية كالبهائم لا فرق بينهم وبين الحيوانات وكما أن الله سبحانه وتعالى شرع الطلاق لعدة أسباب وقد ذكر النبى (ص) فى حديثه الشريف الذى قال فيه " إن أبغض الحلال عند الله الطلاق " لكن إذا توافرت شروط الطلاق فإنه بذلك يكون أخف الضررين والشروط التى توجب الطلاق هى.. أولاً : النزاع الشديد بين الزوجين بحيث إنه لا يوجد باب للإصلاح بينهما كما علمنا الله سبحانه فى القرآن الكريم قال تعالى: (فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها يريدوا إصلاحاً يوفق الله بينهما " صدق الله العظيم.

ثانياً : المرض المزمن للزوجة بحيث يتعذر عليها القيام بواجباتها كزوجة.

ثالثا : عدم الإنجاب واثبت ذلك الأطباء بأنها ليس لها قدرة على الإنجاب

رابعاَ : إن حدث خلاف فى الدين بين الزوج وزوجته وخاصة الزوج إن كفر بالله وارتد فإنها تطلق منه فوراً

وهذه سماحة الدين ويسره، كما أن سبحانه وتعالى أباح التعدد بالزوجات إبقاء على إحدى الزوجات إن كان بالزوجة سبب من الأسباب كالمرض مثلاً أوعدم الإنجاب وهذا من حسن العشرة بين الزوجين

أما بالنسبة لنظرة المجتمع للمرأة.. إنها من العادات السيئة فى بعض المجتمعات أنه ينظر للمرأة المطلقة نظرة سيئة تقاليد المجتمع الشرقى تريد للمرأة الحفظ والصون وأن هذه المرأة المطلقة قد بدر منها ما يسئ لنفسها أولزوجها لكن هذا أمر طبيعى فى القبائل العربية عموماً مما يدل حرص الآباء على بناتهم .

» من معالم قنا السياحية : مسجد ومزار العارف بالله عبدا لرحيم القنائى